في ألمانيا..
الماكينات لا تتوقف
ولن تسمع المسحراتي أو مدفع رمضان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رمضان شهر فضل وإحسان فيه
ينعم الجميع بالخير والرحمة، يحتفل به المسلمون في أرجاء المعمورة فتسودهم
فرحة غامرة وإخاء يمتد ليضم كثيراً من غير المسلمين في كثير من بلدان
العالم.
في ألمانيا ربما لا يستشعر المسلمون الجو الروحاني عينه عند مقدم الشهر
الكريم كما هو الحال في غيرها من الدول التي أشرقت فيها شمس الإسلام ولم
يغب نورها، لكن هذا لا ينفي أن المسلمين في أنحاء ألمانيا وحتى في أصغر
مدنها يشتركون سوياً وفي آن واحد لحظة الإفطار.
بسبب هجرة العمالة التي بدأت في الستينيات والموجات الوافدة إلى ألمانيا
من اللاجئين السياسيين،زاد عدد المسلمين الإسلام بشكل ملحوظ وبدأ الدين
الإسلامي يطفو على السطح في ألمانيا، وبحلول عام 2006 بلغ عدد المسلمين في
ألمانيا 3,5 مليون يحمل منهم مليون مسلم الجنسية الألمانية، يشكلون 4 % من
عدد السكان، وفي نفس الوقت يمثلون أكبر الأقليات الدينية عدداً في
ألمانيا. وأغلب المسلمين في ألمانيا من أصل تركي ونسبتهم ما يقرب من 90%،
وهناك أيضاً مجموعات أصغر من باكستان، يوجوسلافيا، بعض الدول العربية،
إيران وأفغانستان.0
"الاتحاد الإسلامي التركي للشئون الإسلامية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في ولاية "شليسفج هولشتين"
في أقصى الشمال تتركز أغلبية من الأتراك المسلمين،ويرجع سبب وجود عدد كبير
من الاتراك إلى "الاتحاد الإسلامي التركي للشئون الإسلامية" (دي.آي.تي.بي)
وهو واحد من أكبر المنظمات الإسلامية في ألمانيا تأسس عام 1984 ومقره
الرئيسي يقع في مدينة كولون، ومن ثم انتشر الأئمة والدعاة الأتراك في هذه
المدن التي يتواجد بها الأتراك، وفي تلك المدن سترى بريقاً في أعين
الصائمين عندما تقع أعينهم على صور ينقلها التليفزيون التركي لآلاف من
الصائمين ينهون صيام ذلك اليوم من أيام رمضان.
إفطار تركي.. وطعام حلال بالحجز
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي أحد البيوت
التركية بنفس الولاية يلتف جمع كبير حول مائدة واحدة، عدد كبير من الأتراك
بينهم الباكستاني والبوسني وتقدم أطباق اللحم وتفوح رائحة الأرز بمكسرات
اللوز، الجميع ينتظرون لحظة غروب الشمس حسب توقيت ذلك اليوم في إمساكية
رمضان ويبدأون بتناول تلك التمرات كما هي السنة قبل تناول الطعام.
وعادة ما تستغرق وجبة الإفطار وقتاً قليلاً فيغادر البعض مسرعاً للصلاة،
ويذهب آخرون للتحدث مع ذويهم في غرفة المعيشة، في حين لا يعرف الكثيرون
ممن هم خارج هذا المنزل عن الصيام ولا عن شهر الصوم الذي يطلق عليه اسم
"رمضان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي وقت صلاة التراويح تمتلئ ساحة انتظار السيارات في فناء المسجد بالرجال
والصبية الذين لم يتسع لهم المجال في الداخل رغم مساحة المسجد التي تتجاوز
4,000 م2 وترى بينهم، وفي مقدمة الصفوف عدد من كبار قادة "الاتحاد
الإسلامي التركي"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن المدن التي تتيح
للصائمين وجبات إفطار شهية مدينة "هامبورج" فتوجد بها مطاعم تقدم طعام
حلال، ولكن أن تجد مقعداً شاغراً في واحد من هذه المطاعم ساعة الإفطار لهو
أمر بعيد المنال؛ لأن جميع المقاعد تكون محجوزة سلفاً ليس فقط خلال شهر
رمضان، ولكن ولعدة شهور قادمة.
مسجد "نوردرشِتدت "
يقع هذا المسجد بمدينة "نوردرشِتدت " بولاية "شليسفج هولشتين" والتي تقع
بالقرب من المدينة الكبيرة، مدينة "هامبورج" حيث يقطن 1400مسلم من الأتراك
يصل عددهم إلى ألفين إذا ما أضفنا إليهم العرب والمسلمين الآخرين.
والمسجد مفتوح لهم دائماً لكن لا يدري أحد كم منهم يعرف بصيام رمضان وإن
كان يصوم ويفطر في بيته دون أن يعلم عنه أحد شيئاً. فدائماً ما يقابل
الأمر بصمت عند التساؤل عن هؤلاء المسلمين الغربيين الذين يتجاهلون عادة
الصيام.
وعن هذا يتحدث التركي "نوري أهرنز" -ميكانيكي سيارات يعيش في ألمانيا منذ
عشرين عاماً- قائلاً: نحن المسلمين ليس لنا أن نحكم على الآخرين، وبسبب
طبيعة العمل فكثير من الرجال يفطرون بمفردهم بعيداً عن زوجاتهم اللاتي
يقمن إفطاراً جماعياً بدورهن.
أما المسلمون غير الصائمين فيفضلون قضاء رمضان في الدول الغربية قائلين:
هنا يعيش المسلمون أقلية فيصبح قرار الصوم من عدمه قراراً شخصيا بدون ضغوط
اجتماعية من الآخرين.
خيمة رمضانية
أحد جوانب الاختلاف في رمضان عن غيره من شهور العام في ألمانيا، أنك ترى
المسلمين يحضرون الدروس بالمساجد ويستمعون للقرآن وتنتشر خيم الإفطار
الجماعي، يعلق "آريان فاريبورز" على ما رآه في داخل الخيمة التي يقيمها
–مدير الاتحاد التركي للشئون الإسلامية- على غرار ما يحدث في تركيا
قائلاً: في داخل الخيمة الكبيرة يسود جو من الترقب والتأمل، وفي السابعة
والنصف يسمع نداء المؤذن إيذاناً بانتهاء صيام هذا اليوم، في الداخل يجلس
500 مسلم على "الدكك" فلا يوجد مكان شاغر داخل الخيمة المزينة بالبالونات
الملونة، ثم يقومون بالدعاء سوياً قبل أن يبدأوا في تناول الطعام.
لن تسمع المسحراتي.. ولا مدفع رمضان!
وعن الاختلاف بين رمضان في ألمانيا وغيره من الدول الإسلامية يتحدث "بكير
البوجا" المتحدث باسم الاتحاد التركي للشئون الإسلامية: "هنا لن تجد
المسحراتي يسير في الشوارع قبيل الفجر ليقرع طبلته منادياً المسلمين
للقيام للسحور" ونحن لا نفعل هذا هنا احتراماً منا.
وأيضا لن تسمع المدافع التي تنطلق وقت الإفطار في معظم الأقطار الإسلامية،
كل هذه الأشياء تمثل ذكريات طفولة لا تنسى عندما كنا نصعد إلى سطح المنزل
وننتظر انطلاق المدفع فنرى نيرانه أولا ثم نسمع الدوي. بالتأكيد سيبدو هذا
غريبا إن فعلناه هنا في "كولون". ماذا سيكون رد فعل الألمان إذا ما سمعوا
طبلة المسحراتي أو دوي المدفع!! وبالإضافة إلى ذلك فهنا لا يمكنك سماع
النداء للصلاة فوق المآذن. ونحن نفتقد كل هذه الأشياء في ألمانيا.
الماكينات لا تتوقف.. والألمان يشاركون الصيام
وعلى صعيد آخر تستمر الحياة اليومية بنفس الإيقاع السريع دون توقف في
ساعات الإفطار، ومن ناحية أخرى هناك اختلاف زمني حيث تغرب شمس الصيف في
السابعة والنصف، فيصبح الصيام بمثابة اختبار للصائمين إذا ما جاء رمضان في
أيام الصيف.
أما عن العمال المسلمين في المصانع فيعتمدون على فترات الراحة بين النوبات
لتناول إفطارهم ويتم الاستعداد لهذا الأمر، حيث يستعين أصحاب المصانع بعدد
كبير من المسلمين ويتفهمون الأمر جيداً.
وينظم المسلمون الذين يعيشون بمفردهم بعيداً عن عائلاتهم حفلات إفطار
جماعي يدعون إليها جيرانهم من غير المسلمين وأحيانا يأتي لمشاركتهم عدد
غير قليل من الألمان متفتحي العقول في محاولة منهم لفهم عقائد المسلمين،
والطريف أن البعض يجرب الصيام ليوم أو اثنين لمعرفة هذا الشعور
Fröhlichen Fastenmonat Ramadan
mit herzlichen Glückwunsch
dina
(رمضان كريم عليكم
مع اطيب تمنياتى
)