تنظيمات بونابرت الإدارية في مصر
لم تكن الحملة الفرنسية علي مصر مجرد حملة عسكرية تقليدية للغزو و الاحتلال، و يتضح هذا من مجموعة العلماء الذين صحبوا الحملة ، و علي هذا عمل بونابرت علي تنظيم أمور الإدارة و الحكم في مصر علي نمط ما حدث في فرنسا بعد الثورة من حيث نقل السلطة إلي الطبقة الوسطي و هم الأعيان في مصر.
قام بونابرت بإنشاء دواويين العاصمة و الأقاليم و الديوان العام مكونة من المشايخ و الأعيان و ذلك للتدوال في أحوال البلاد. و لقد نبهت فكرة الدواويين المصريين إلي فكرة المشاركة في الحكم بديلاً عن فكرة الحكم المطلق المستبد.
في مجال الزراعة، قام علماء الحملة بدراسة مجري نهر النيل و فحص القنوات و الجسور ، و قاموا بزراعة أنواع جديدة من النباتات المجلوبة من فرنسا مثل الخوخ و المشمش و الكمثري و التفاح، كما اهتمت الحملة بزراعة الأرز و القمح و الذرة و غيرها من الغلات التقليدية الموجودة فعلاً.
و في مجال القضاء، أجري نابليون تغييراً في نظام القضاء الشرعي ، حيث جعل العلماء المصريين يتولونه بطريق الانتخاب فيما بينهم بدلاً من القضاة الأتراك المرسلين من استانبول.
و في المجال العلمي، أقام نابليون المجمع العلمي المصري. و قد اختار لعضويته خلاصة علماء الحملة في تخصصات مختلفة و ذلك علي غرار المجمع العلمي الفرنسي في باريس. و كان غرض المجمع كما حدده نابلون هو تقديم العلوم و المعارف في مصر و دراسة المسائل الطبيعية و الصناعية و التاريخية و إبداء الرأي العلمي للحكومة في المسائل التي تستشيره فيها.
و لقد تمكن المجمع في فترة وجيزة أن يقيم مطبعة عربية و أخري فرنسية و ينشئ جريدتين فرنسيتين واحدة سياسية و أخري علمية أقتصادية.
حجر رشيد
و هناك ثلاثة أعمال مهمة قام بها علماء الحملة و هي:
محاولة شق قناة تربط بين البحرين الأحمر و المتوسط . و لكن المشروع توقف بسبب خطأ في حسابات مستوي البحرين.
جمع معلومات ضخمة عن مصر في مختلف المجالات و صدورها في كتاب وصف مصر الذي يعد أول موسوعة عن مصر في ذلك الوقت.
العثور علي حجر رشيد ، و الذي مكن شامبليون فيما بعد من فك رموز اللغة الهيروغليفية و ما ترتب علي ذلك من فتح باب دراسة تاريخ مصر القديم.