عن كَعْب بن مالك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ؛ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِن الزَّرْعِ, تُفِيئُهَا الرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَ, وَمَثَلُ الْكَافِرِ؛ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا لَا يُفِيئُهَا شَيْء, حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً..........صدق رسول الله صلى الله علية وسلم
شرح الحديث:
ففي هذا الحديث مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن والكافر في تعرضهم لأنواع البلاء في هذه الحياة فشبه المؤمن بالنبتة الرطبة اللينة التي تؤثر فيها الريح فتحركها يمنة ويسرة وتخفضها تارة وترفعها أخرى وتظل على هذه الحال حتى تيبس وتنتهي,وهي الخامة من الزرع ومثّل الكافر أو المنافق ـ كما في بعض الروايات ـ بالشجرة العظيمة التي لا تحركها الريح ولا تزحزحها ولا تؤثر فيها ما دامت ثابتة منتصبة حتى إذا أذن الله بانتهائها وفنائها أرسل عليها ريحا عاصفة قوية فتقلعها من الأرض دفعة واحدة وهي شجرة الصنوبر التي تتميز بعظمها وقوتها وتحملها للظروف المناخية السيئة كما ذكر ذلك شُرَّاح الحديث