كتبت الشاعرة العراقية الراحلة نازك الملائكة تقول :
قد بحثنا عن السعادة لكن
.. ما عثرنا بكوخها المسحور
/ أبدا نسأل الليالي عنها ..
وهى سر الدنيا ولغز الدهور
السعادة تلك الغاية المنشودة والفردوس المفقود الذي يبحث عنه كل منا، حتى
لقد قال أحد الحكماء "أيتها السعادة، لقد عرفتك من الصوت الذي صدر منك بعد
رحيلك".
والسعادة في المفهوم الفلسفي العام هي حالة إرضاء وجودي قد يكون ماديا أو
عقليا أو وجدانيا، وتترابط هذه السعادة بالخير والعدل والواجب والعقل والقلب
والجمال والوجود والفضيلة والكمال.
سعادة الآخرة
يقول الأديب محمود تيمور : بالصلاة تتخلص النفس البشريه من شوائبها
..فتتسامى إلى آفاق علوية صافية..وبالعمل الجاد تتجرد النفس للأهداف
المرسومة وتتحرر من تلك النوازع والنزوات التى تجر الى الشرور.
اما د. يوسف القرضاوي فيقول : إذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية
والقلب الإنساني...فإن الإيمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها وغذائها وهواؤها
وضياؤها .
يذهب الإمام الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال" وفق ما كتب د.جميل
حمداوي إلى أن سعادة الآخرة لا تكتمل إلا بالخلوة والعزلة والمكاشفة والتقوى
واستعمال القلب في إدراك الحقائق الربانية بدلا من تشغيل العقل الفسلفي
الذي يقصر عن إدراك كنه الغيبيات واسكناه الذات الربانية المعشوقة: "ظهر لي
أنه لامطمح لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى وكف النفس عن الهوى، وأن رأس
ذلك كله قطع علاقة القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور، وكما أن أدوية
البدن تؤثر في كسب الصحة بخاصية فيها لايدركها العقلاء ببضاعة العقل، بل
يجب فيها تقليد الأطباء الذين أخذوها من الأنبياء الذين اطلعوا بخاصية النبوة
على خواص الأشياء، فكذلك بان لي على الضرورة بأن أدوية العبادات بحدودها
ومقاديرها المحدودة المقدرة من جهة الأنبياء لايدرك وجه تأثيرها ببضاعة عقل
العقلاء، بل يجب فيها تقليد الأنبياء الذين أدركوا تلك الخواص بنور النبوة لاببضاعة
العقل".