بعد ايام قليلة سيحتفل العالم باسره بعيد العشاق .ويخلد الجميع ذكرى القديس فلانتاين الذي دفع حياته فداء للعشاق والمحبين ...بنفس السيناريو وبنفس التفاصيل التي تتكرر كل سنة.
الاف الشبان سيتسابقون في هذا اليوم لاقتناءباقات ورود حمراء ..وبطاقات صممت على شكل قلب تخترقه السهام لتقديمها لفارسة الاحلام.وملايين الازواج سيسارعون لشراء هدية قيمة تفتحها الزوجة في مطعم جميل على اضواء الشموع الحمراء القانية..
لقد تحول عيد العشاق الى تجارة رائجة .وصفقة تدر على الشركات التي تصنع البطاقات والهدايا ولوازم الاحتفال بهذا اليوم ارباحا خيالية .تصل في بعض الاحيان الى ضعف ما تجنيه في سنة كاملة .ويكفي ان نعلم في هذا الصدد ان شبان بريطانيا واسبانيا وايطاليا ينفقون في عيد الحب ثلاثة اضعاف ميزانية عشرة دول مجتمعة من جنوب افريقيا حسب ما جاء في احدى الدراسات الاقتصادية
لكن هل يعني هذا ان رجال هذه الدول هم اكثر عاطفية ورومانسية مقارنة بغيرهم من الرجال ..وهل هم اكثر احتراما لازواجهم.......الجواب هو لا بطبيعة الحال لان الارقام والدراسات التي اجريت في هذه الدول تبين ارتفاع عدد الزوجات الائي يتعرضن للضرب من قبل ازواجهن بشكل اصبح يثير مخاوف السؤولين ويدفعهم لتنظيم حملات للتنديد بتزايد العنف ضد النساء والزوجات تحديدا .وقد سجلت اسبانيا السنة الماضية اعلى نسبة في عدد الزوجات المعنفات مقارنة ببقية الدول الاروبية...لااحد ينكر ان الاحتفال بهذا اليوم مناسبة جميلة للتعبير عن مشاعرنا وعشقنا لمن اختاره القلب شريكا لحياتنا واظهار احاسيسنا الجميلة اتجاه من نحب......لكن هل يجب علينا بالضرورة ان ننتظر يوما معينا من السنة انقوم بذلك............
العشق الحقيقي يا سادتي الرجال لايحتفل به في يوم واحد والمشاعر الجميلة لايمكن ان تختزل في هدية غالية تتلقاها الخطيبة في يوم محدد اوتنتظرها كل سنة بفارغ الصبر....العشق سلوك يومي يجب ان يترجم ويبرز في علاقتنا اليومية مع شريك او شريكة الحياة...وفي كل يوم من ايام العمر .ماذا يعني ان يهدي الرجل زوجته باقة ورد حمراء في عيد العشاق ثم يخونها في اليوم التالي مع خادمة البيت اويشبعها ضربالانها نسيت ان تكوي قميصه
ماذا يعني ان يكتب الزوج قصائدالغزل والهيام لزوجته ويتغنى بمحاسنها وجمالها .وعندما تمرض او يتقدم بها العمر ويذبل جمالها يسارع لاستبدالها بامراة اخرى...ماذا يعني ان ياخذ الزوج زوجته في عيد العشاق الى مطعم فاخر وينفق مبلغا كبيرا على طاولة العشاء ثم يحرمها هي ولبناءها طوال بقية شهور السنة من المصروف اويعطيها الفتات من ماله لانه تعود على تبذير راتبه على طاولات القمار اوعلى عشيقاته ولا يستطيع ان يتخلص من هذه العادة السيئة...ماذا يعني ان يلبي الزوج كا رغبات زوجته في هذه المناسبة ولا يسجل اولادها في دفتر الحالة المدنية هربا من المسؤوليات.اوعندما يحرمها من تحقيق حلم الامومة لانه يعول على راتبها الشهري لشراء متطلبات البيت في حين يحتفظ بكامل راتبه لنزواته البئيسة....ماذا يفيد الفتاة في عيد العشاق على سلسلة ذهبية جميلة من خطيبها الذي يعرب لها في كل لقاء يجمعهما عن لوعته وحبه الدفين ثم يتركها معلقة لسنوات طويلة فقط لانه يريد ان يستمتع بشبلبه ولا يفكر في الارتباط وحمل المسؤولية لكنه لايريدها في نفس الوقت ان تطير من بين يديه.....ثم ماذا يعني ان نخصص يوما للتعبير عن هيامنا وعشقنا للمراة يوما يحرص فيه الرجال على اظهار كامل استعدادهم لاسعادها واعطائها المكانة التي يجب ان تنالها في المجتمع.ثم يقومون تماما بعكس ذلك على ارض الواقع.....هذا الواقع الذي يؤكد ان المراة لازالت تتقاضى ابخس الرواتب في بلدنا ولا زالت محرومة من تقلد المناصب العليا ولا زالت بعيدة كل البعد عن العمل السياسي الملموس رغم انها تشكل نصف المجتمع لسبب بسيط هو ان الرجال يهيمنون عليها ولا زالت تتعرض لابشع انواع الاقصاء والتهميش والعنف العائلي..
بالطبع هناك استثناءات جميلة نعتز ونفتخر بها لكنها تظل مجرد استثناء لا يقاس عليه والاستثناء لايمكن باي حال من الاحوال ان يشكل قاعدة...
وانا اكتب هذه الكلمة سالت شابة عن رايها في عيد العشاق فاجابتني بكلام حكيم يجسد لا محالة راي ملايين النساء في العالم
*لااريد رجلا يحتفل بالمظاهر فقط ولا يحترم الجوهر.
*لااريد زوجا يعطيني وردة حمراء او خطيبا يقترض ثمن هدية جميلة ليهديني اياها في عيد العشاق...كل ما ارجوه هو ان يحترمني طوال ايام السنة ويعاملني على الدوام بالحب والحنان
منقووووووووووووووووول
</B></I>