العلاقة الزوجية الصحية هي التي يلعب فيها الزوجان أدوارا إيجابية، فهما يدعمان بعضهما بعضا في اللحظات العصيبة، ويشجعان بعضهما بعضا في اوقات التحدي، ويقوما أخطائهما أولا بأول .
الزواج السعيد يرتكز على محور إيجابي تفاعلي من كلا الزوجين، السلبية لا تخلق حبا عكس ما يتوهم لنا، وإنما تطمس معالمه، وتذهب بحرارته .
أحد أهم النقاط حساسية، هي الخاصة بتقويم إعوجاج أحد الطرفين، ومحاولة لفت نظره إلى خلل ما لديه.
دائما النصيحة صعبة على النفس، والنقد بغيض لمعظم البشر، لذا أحببت أن أساعدك بمجموعة من الأدوات التي يمكنك استخدامها حال تنبيه شريك حياتك لخلل ما لديه :
1. كن محددا عندما تنقد أو تلفت النظر :
يكون الأمر أخف إذا ابتعدنا عن التعميم وتضخيم الأمور، إذا ا أحببت لفت نظر شريكك إلى نقطة ما، فحاول أن تحدد أطرافها جيدا، وتناقشها هي فقط،
مثلا إذا كان شريكك غير مهتم بحاجياتك العاطفية، فتحدث معه عن حاجتك لقربه، وعن دور أكبر يجب أن يقوم به، لا تجعل الأمر عام فتتحدث عن تقصيره، وإهماله، وعدم وعيه لواجباته الزوجية، كلما كنت محددا كلما بائت أهدافك بالنجاح .
2. ركز على الحل لا على المشكلة :
الكلام في المشكلة أو الخلل نفسه من شأنه زيادة التوتر، بينما التركيز على الحل يدفع بعجلة النقاش إلى التفاعل الإيجابي، ربما نحتاج إلى أن نحلل المشكلة نفسها كي نعرف أين أتى الخلل،
لكننا يجب أن نبرمج بوصلتنا على البحث عن الحل، لذا فعندما ترى في شريكك نقدا أو عيبا تود تصحيحه، البس نظارة الإيجابية، وابحث عن الحل المناسب، وابتعد عن الخوض في المشكلة ذاتها.
3. كن حساسا :
وأقصد بها كن شديد الرقة مقدر لأحاسيس الطرف الآخر، خاصة أذا ما أحببت تقديم نقد أو نصيحة تدرك أنها تمثل حساسية لشريكك، كن متعاطفا معه، وابتعد عن أي نقد جارح أو مؤلم .
4. لا ترسل رسائل عبر أشخاص :
إذا ما أحببت أن تلفت نظره لشيء، فأخبره مباشرة، ولا تحدث أحدا في هذا الأمر، فمما يزعجنا أن نرى شركائنا يشكون تصرفاتنا وسلوكنا للآخرين .
5. أكد على المُسلمات :
وبأن نقدك أو نصيحتك له لا تعني أنه سيء، فحبك له، وتقديرك لما يبذله، ورضاك عن طريقة تفكيره، أشياء غير قابله للتشكيك و ذكر هذه الأشياء من شأنها أن تمهد الطريق لقبوله النصيحة والنقد،
كذلك الثناء وذكر المحاسن والاعتراف بالجميل شيء مهم ويعطي رسائله للطرف الآخر بموضوعيتك وإنصافك .
6. لا تغلق دونه باب الرجوع :
في كثير من الأوقات يظهر لنا أننا مخطئين، ونود التراجع بشكل يحفظ لنا كرامتنا، من الذكاء هنا أن يفتح المرء الطريق أمام الشخص المخطئ إذا رأى منه تراجعا عن رأيه الخاطئ،
لأن محاصرته ومحاولة إثبات أنه مخطئ لن يفيدنا شيء، وربما زاده كبرا وعنادا وإصرارا على خطأه .
7. شجع أي بادرة للإصلاح :
أي مساحة من التحسن والانضباط يجب أن يقابلها رد فعل إيجابي محفز، هذا من شأنه تدعيم معنويات شريكك، وتسهيل تقبله لآرائك ونقدك .
8. هون من أمر العيب :
وأكد لشريكك أنه سهل الإصلاح، وشجعه على أن يخطو الخطوة الأولى إلى تصحيحه .
9. لا تعمد إلى التحضير الكثير :
التهيء المبالغ فيه غير مرغوب، ويشعر الشخص المنقود أن الأمر ثقيلا، نعمقد نلجأ لمقدمة للحوار، لكن التحضير الكثير ليس بالشيء السليم .
10. إختيار وقت مناسب :
يتوقف اختيار الوقت المناسب على مدى قبول أو رفض النقد والنصيحة، فهناك أوقات يكون المرء منا غير قابل للحديث أو الكلام، وقد يكون غاضبا عدوانيا، هنا ليس من الحكمة فتح أي حديث، كي لا يشتعل الحوار وتتوتر الأمور.
11. التفسير الحسن للأمور: وعدم إساءة الظن، يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام ( الظن اكذب الحديث)، فحسن الظن في الآخر يزرع مزيد من الثقة المتبادلة بين كلا الشريكين .
12. فرق بين الفعل الخاطئ وشخصية المخطئ :
بمعنى ألا تتهم شريكك مثلا بالاستهتار لأنه ترك باب السيارة مفتوحا، أو غفل عن إحضار الطفل من مدرسته، يمكننا التنبيه على الخطأ ومحاولة معالجته، دون أن نتعرض لكرامة أو شخصية الشخص المخطئ .
من كتاب سحابة صيف
( كريم الشاذلى )
موضوع: أدب النقد وأفضل أساليب لفت النظر 
الجمعة 04 ديسمبر 2009, 4:19 pm
