كيف تتصرف فى المواقف الآتية ؟

ضع نفسك في أحد هذه المواقف وأجب بصراحه ..

الموقف الأول : أنت كطالب تدرس في أحد المدارس أو الجامعات , والصف الذي تدرس فيه أكثرهم لم ينجحوا في الامتحان ومعهم أنت أيضا والباقي درجاتهم متدنيه .. المهم , قال لك المدرس إنه سوف ينجحك ويعطيك درجه ممتازه دون علم الطلبه , وعلى الرغم أنت لا تستحق ذلك .. يعني على قولتنه ( واسطه أو ما شابه ذلك ) .. فماذا سيكون جوابك وموقفك ..؟؟


الموقف الثاني : وهو مشابه للموقف الأول ولكن على شكل آخر .. أنت كعامل .. قال لك المدير إنه سوف يزيد راتبك دون علم الآخرين .. مع إنك تعلم وجود من يستحق ذلك .. كيف سيكون موقفك ..؟؟

هل ستوافق على ذلك .. أم إنك ستكون صريح وترشد المدرس أو المدير إلى من يستحق ذلك ..!!

هذا النوع من الأسئلة هو ما يعرف في علم الأخلاق ب( المحيرات أو المفارقات الأخلاقية Moral Paradoxes ) وأمثالها كثيرة .

فلو فرض أنك صادفت طفلا يغرق وكنت قد دفت مبلغا باهضا لقاء حذاء رياضي جديد فقلت في نفسك لقد دفعت مبلغا باهضا لقاء هذه الحذاء وهو حتما سيتلف بالماء لذلك لن أنقذ هذه الطفل . أنك بلا ريب شخص عديم الرحمة والشفقة وقاسي القلب ، ألا أن هناك من جهة أخرى ملايين الأطفال حول العالم يواجهون نفس الوضع بطريقة أو بأخرى حيث لا يتوافر الا القليل من الأموال للرعاية الطبية أو الغذاء اللا زمين لإنقاذ حياتهم ومع ذلك فاننا لا نعد أنفسنا عديمي الرحمة الإنسانية حينما نتناول عشاء فاخرا ونرمي ما تبقى منه في القمامة بدلا من أن نقدم ثمن هذا العشاء الى أحدى الجهات الخيرية !

مسألة أخرى : ذهبت لتأكيد حجزك باحدى رحلات الطيران فقدمت لك الموظفة المسؤولة خطأ موافقة ركوب لمقعد في الدرجة الأولى وكانت بطاقتك لرحلة من الدرجة السياحية ، هل تنبه الموظفة الى الخطأ ؟
مسألة أخرى: استولى أحد الإرهابيين على الطائرة التي كنت فيها .وقد أخذ طفل احدى المسافرات كرهينة وهو الآن ممسك بسكين يضعها على رقبة الرضيع ، هل تهجم على الإرهابيين للسيطرة عليه وأنت تعلم أن الطفل سيموت قبل أن تصل أليه ؟

هذه وأمثالها من الاسئلة التي ذكرتها هي نماذج من الاسئلة التي يدرسها علماء الأخلاق ، وقد وقف علماء الأخلاق أمام هذه الاسئلة موقفين متضادين هما الموقف ( الكانطي ) نسبة الى الفيلسوف الألماني ( كانط ) والموقف النفعي نسبة الى الفيلسوف الا نجليزي ( ميل ) .
ويرى الموقف الأول أن من الخطأ استغلال الآخر لتخقيق غاياتنا الخاصة وأن من الصواب أن نتصرف فقط وفقا للمبادئ التي يسير عليها الجميع ، بينما يرى الموقف الثاني ( النفعي ) بأننا يجب ان نفعل الأنفع لنا بغض النظر عن تعرض الآخر للضرر أم لا . وهكذا ففي حين قام ( كانط ) بتقديم فعل الصواب على فعل الخير قدم ( ميل ) فعل الخير على فعل الصواب .

ونحن في كل حالاتنا نتصرف مرة وفق ( كانط ) ومرة وفق ( ميل ) ، ويعتقد العديد منا أننا عندما نحكم على شيئ ما بالصواب أو الخطأ فإننا نستخدم في ذلك قوة العقل وحدها بينما الواقع أن للعاطفة دورا فعالا في محاكماتنا الأخلاقية ، مطلقة ردات فعل غريزية هي نتاج ملايين السنين من التطور


انتظر اجاباتكم



.
منقول